وافت المنية الرئيس المصري السابق محمد مرسي عشية الإثنين، خلال جلسة محاكمته في قضية "التخابر" المتهم بها مع آخرين.
وأفاد التلفاز المعترف به رسميا المصري بأن مرسي توفي إثر إصابته بنوبة فقدان وعي خلال حضوره جلسة محاكمته.
وذكرت قناة روسيا اليوم أنه تم نقل جثمان مرسي إلى المصحة، ويجري اتخاذ الأفعال اللازمة لدفنه.
ومرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ جمهورية مصر العربية تولى حكم البلاد عقب ثورة 25 شهر يناير 2011. لم يتواصل حكمه أكثر من عام واحد، حيث انقلب عليه وزير دفاعه الفريق عبد الفتاح السيسي في 3 تموز 2013 بحجة الاستجابة لاحتجاجات شعبية.
وقد كان لمرسي مواقف وصفت بالقوية أثناء العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة عام 2012، ويعود له الفضل في وقفه عقب اتفاق بين المقاومة و"إسرائيل" برعاية مصرية.
وشدد مرسي –خلال العدوان- بلهجة حازمة، على وقوف جمهورية مصر العربية إلى جانب مدينة غزة، مؤكدا أن "مصر اليوم غير مشابهة عن مصر الأمس وأن السعر سوف يكون باهظا" في حال استمرار العدوان.
مثلما أوفد رئيس الوزراء هشام قنديل إلى غزة على رأس وفد يضم عددا من مساعدي الرئيس ومستشاريه والوزراء. وهو ما فتح المجال لأن تقوم دول عربية وإقليمية أخرى بإيفاد وزراء خارجيتها إلى القطاع.
كما لوحظ تحسن في الإجراءات تجاه غزة، فقد تحسن عمل معبر رفح الواصل بين غزة والعالم الخارجي على مدار الساعة والسماح بعبور المساعدات الغذائية والطبية للقطاع، وفتح مستشفيات مدينة العريش المصرية لعلاج المجروحين الفلسطينيين.
وولد محمد مرسي عيسى العياط عام 1951 بقرية العدوة الموالية لمركز هِهْيا من داخل محافظة الشرقية شمال في شرق القاهرة.
حفظ القرآن الكريم في محافظة الشرقية، وتعلم في مدارسها، وانتقل إلى العاصمة المصرية القاهرة للدراسة الجامعية في كلية الهندسة بجامعتها حيث تفوق، وحصل على درجة الشهادة الجامعية الأولى في الهندسة عام 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ما أهله للعمل معيدا بها.
خدم بالجيش المصري في 1975-1976 جنديا في سلاح الحرب الكيمياوية بالفرقة الثانية مشاة، وبعد انتهاء تجنيده بالجيش استأنف عمله معيدا بالكلية ونال درجة الماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة عام 1978.
عمل مدرسا مساعدا بالكلية قبل أن يحصل على عطية دراسية من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص حراسة محركات مركبات الفضاء عام 1982.
عاد من الولايات المتحدة إلى وطنه فعمل أستاذا ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق عام 1985 حتى العام 2010.
وقد كان درّس في عديدة جامعات أميركية منها جنوب كاليفورنيا ونورث ردج ولوس أنجلوس، قبل أن يرجع للتدريس بجامعة العاصمة المصرية القاهرة ثم يغادرها ثانية للتدريس في جامعة الفاتح الليبية.
عقب نجاحه في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر، تولى مركز وظيفي رئيس الجمهورية في 30 شهر يونيو 2012.
اختار مرسي التوجه الإسلامي، وانتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1977. وانخرط في الهياكل التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين مبكرا، ونال عضوية قسمها السياسي منذ نشأته عام 1992 ثم عضوية مكتب الإرشاد أعلى هيئة مرسوم في الجماعة.
نشط في الشغل الاجتماعي والخدمي ومقاومة التطبيع، وهو عضو في الندوة العالمي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية. انتخب عضوا في المجلس المنتخب المصري (مجلس الشعب) لدورة واحدة 2000-2005، وترأس الهيئة البرلمانية للجماعة في مجلس الشعب واختير "أفضل برلماني في العالم" عبر أدائه البرلماني في هذه الفترة.
اشتهر في المجلس المنتخب باستجواب عن نكبة قطار مصر العليا. وساهم في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير بالمساهمة مع الدكتور عزيز صدقي وغيرهم عام 2004.
اعتقل عديدة مرات، منها اعتقال سبعة أشهر في شهر مايو/أيار 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة عاصمة مصر ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة عاصمة مصر، بعد مساهمته في مظاهرات شعبية احتجاجا على تحويل قاضيين إلى لجنة الصلاحية لموقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005.
وشارك في إنشاء الجمعية المصرية للتغيير بالمساهمة مع الدكتور محمد البرادعي وآخرين عام 2010، وتأسيس الاتحاد الديمقراطي.
واعتقل في سجن وادي النطرون فجر جمعة الغضب يوم 28 كانون الثاني/شهر يناير 2011 خلال ثورة 25 شهر يناير 2011 مع قيادات أخرى من جماعة الإخوان، حررهم الأهالي يوم 30 شهر يناير 2011 بعد ترك أجهزة الأمن للسجون أثناء الثورة.
وشارك في تأسيس حزب الحرية والعدالة، وانتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 شهر أبريل/نيسان 2011 رئيسا للحزب.
لم يكن مرسي المرشح الأول لجماعة الإخوان لمنصب الرئاسة، وأتى ترشيحه إجراء احتياطيا وبديلا لخيرت الشاطر حيث حل في الانتخابات الداخلية بين قادة الجماعة ثانيا بعد المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة.
عقب استبعاد الشاطر من طرف لجنة الانتخابات الرئاسية ضمن عدد من الشخصيات من الترشح لمنصب رئيس البلاد، بات مرسي المرشح الرسمي للإخوان لانتخابات الرئاسة المصرية 2012، بعدما كان مرشحا احتياطيا.
حصل مرسي في الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية (جرت يومي 24 و25 أيار/شهر مايو 2012 بين 13 مرشحا) على 5.764.952 صوتا وهي الأعلى، ولكنها لم تكن كافية لفوزه بمنصب الرئيس لعدم حصوله على نسبة 50% +1.
دخَل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أمام آخر رئيس حكومة في فترة حكم مبارك الفريق أحمد شفيق الذي حل ثانيا في الجولة الأولى للانتخابات.
في 24 يونيو 2012 أفصحت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية انتصار محمد مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 51.7%، في حين حصل أحمد شفيق على 48.3%. أدى مرسي الأيمن الدستورية رئيسا لمصر أمام المحكمة الدستورية في 30 يونيو/حزيران 2012.
لم تكد تمضي سنة على حكمه، حتى قادت القوات المسلحة المصرية في فرد الفريق عبد الفتاح السيسي انقلابا عليه في 3 يوليو/تموز 2013 وعلقت الشغل بالدستور مؤقتا، وكلفت رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور بالإشراف على تسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، وكل ذلك بوازع الاستجابة للاحتجاجات الشعبية يوم 30 يونيو/يونيو 2013.
أحيل مرسي في بداية سبتمبر 2013 على النيابة العامة لمحكمة الجنايات، ووجهت له اتهامات في قضايا مختلفة كالتحريض على القتل وأعمال القساوة خلال المظاهرات التي جرت أمام قصر الاتحادية الرئاسي عاقبة عام 2012، وقضية التخابر، وقضية اقتحام السجون.
رفض مرسي في الطليعة الرد على أسئلة المحققين، وتمسك بكونه الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد. صدر بحقه يوم 21 نيسان 2015 حكم بالسجن لعشرين سنة في قضية الاتحادية، وبرأته المحكمة من تهمة القتل عمدا.
وفي 16 مايو 2015، أحالت محكمة جنايات العاصمة المصرية القاهرة أوراقه إلى المفتي في قضيتي الهروب من سجن وادي النطرون، والتخابر مع حماس، ثم حكمت في اليوم نفسه بإعدامه شنقا في القضية الأولى وبالسجن المؤبد في القضية الثانية.
17/06/2019 07:46 pm